تعني التنمية المستدامة تطوير الحضارة من أراضٍ ومدنٍ ومجتمعات، على أن نحافظ على حقوق الجيل القادم بالموارد؛ حيث يجب علينا أن نقنّن استهلاك البشرية للموارد الطبيعيّة في العالم كافة، ونقلّل من الأثر البيئي الناتج عن استهلاك وتصنيع احتياجاتنا، وتحقيق أكبر درجة ممكنة من العدل الاجتماعي. ومن أهمّ الطرق المتبعة للحصول على أفضل تطبيق للتنمية المستدامة هي عمليّاً إعادة التدوير أو ما يعرف عالميّاً بالـ (recycle)، وهي ليست شيئاً ظهر حديثاً، بل عبر التاريخ.
إعادة التدويرهي عملية إعادة استعمال وتصنيع الأدوات التالفة، والتي لم تعد صالحةً للاستعمال بدل إلقائها كمهملات، ومنها يتمّ إنتاج مواد جديدة قريبة الجودة من المواد الأصلية، وتشمل المواد المعاد تدويرها غالباً كما ذكرت سابقاً الورق، والحديد، والألمنيوم، والنحاس، والبلاستيك، والخشب، ويتحدّث القائمون على برامج الطاقة النوويّة السلميّة عن إعادة تدوير المخلّفات النووية، فيتمّ تخزين المخلفات في أماكن محكمة حتى تتمّ الاستفادة منها؛ كإعادة تخصيب اليورانيوم، ممّا يوفّر الكثير على البلاد المستوردة له، وبهذه الطريقة سنستغل المواد المُعدَّنة، فنقلّل من التكلفة العامة، ونقلّل من حاجة الكرة الأرضية لاستخراج المعادن من جوفها، والحصول على المعادن بتكلفة أقل، وتقليل الأيدي العاملة لتصنيع المادة من جديد، وفي عمّان الآن برنامجٌ هادف لإعادة تدوير النفايات يتأمّل القائمون عليه أن يشمل االمدن الأخرى ليضمن فوائد إعادة التدوير للبلاد.
فوائد إعادة التدويرللتدوير فوائد كثيرة سأحاول حصرها هنا؛ حيث إنّ إعادة التدوير تقلّل من قطع الأخشاب لصنع الأثاث والأوراق، فطن واحد من الكرتون المسترجع يوفر بالتالي 2,5 طن من أخشاب الغابات، والماء اللازم لتصنيع الأوراق، فكلّ ورقة مسترجعة ستوفر على البشرية لتراً من الماء على الأقل والكهرباء والخشب، والتقليل من تعدين المعادن، وبالتالي تقليل تكلفة إنتاج المعدن، والتقليل من الأثر البيئي لاستخراجه، والتقليل من استهلاك النفط لإنتاج البلاستيك، فحسب الدراسات نحتاج إلى سبعمئة كيلوغرام من نفط الخام لإنتاج طن واحد من البلاستيك.
ومن الفوائد أيضاً: التقليل من المستحضرات الكيميائيّة المنتجة لتصنيع بعض المعادن، فبعض المواد تحتاج إلى طاقة مكلفة لإعادة تصنيعها، لكن حتّى هذه يمكن إحراقها لتوليد الطاقة، فهي بالنهاية قابلة للاحتراق وتوفير الطاقة.
جمال إعادة التدويربعض الفنانين اتّخذوا من إعادة التدوير مهنتهم الجماليّة التي تشعر الناظر للوحاتهم الهندسيّة بمدى بساطة وجمال فنهم، وذلك عن طريق صنع الحقائب من جلد سبق استعماله، أو الميداليات من الجلد المستعمل، أو استعمال إطارات السيّارات التالفة كمقاعد للحدائق، أو علب البلاستيك القديمة كمقلمة للألوان والأقلام، واستخدام أزهار الصنوبر الخشبية للتزيين بدل تصنيعها بالمعادن، واستخدام المفاتيح القديمة كتمائم للزينة، والعلب البلاستيكيّة كأحواض للزراعة والّتي تعلق على الجدران، والملاقط الخشبية كفوانيس ومناصب للشموع، فالأفكار الجماليّة لإعادة التدوير لا تنتهي، وتختلف من فنّانٍ لآخر، وتستحقّ المتابعة والدعم لما تؤمّنه للبشريّة من جمال ومستقبل أنظف.
المقالات المتعلقة بإعادة التدوير